السيادة الذاتية وما في اعلى سلم الاولويات

غالبا ما نخلط ما بين الحب المشروط وغير المشروط, وهناك تصرفات كثيرة نحاول تفاديها لكي لا يتهمنا المجتمع بالانانية او بالبخل. ولكن لنذكر انه احيانا عندما يتهمنا انسان بالانانية, فذلك فقط لاننا وضعنا انفسنا في اعلى سلم اولوياتنا, وذلك شيئ طبيعي. ولكن اتهامنا بالانانية لا يهدف الا لزعزعة حقنا بوضع انفسنا في اعلى سلم اولوياتنا, والتنازل عنه لصالح الذي يتهمنا. او عندما يتهمونا بالبخل, فاحيانا يكون ذلك لان هناك كيان انتهازي وطفيلي يريد الحصول على ثرواتنا الاقتصادية بسهولة, فيتهمنا بالبخل لزعزعة قناعتنا باستحقاقنا لثمارنا. وطبعا هذا وذاك من الافعال النرجسية ولكن معظم الناس يقعون في هذا الفخ, ويساوموا على استحقاقهم فيضعفون انفسهم ومواردهم.

على اي حال. هذه بعض الكلمات التي ربما تعزز فينا قوى الحب غير المشروط فتقوي قناعتنا باستحقاقنا لمواردنا.

بداية لنذكر انه ليس من مسؤولياتنا اصلاح حال الاخرين. طبعا نستطيع ان نفعل ذلك ان اخترنا, ولكن للخيار سيكون ايضا نتائج. اما ان غضبوا لرفضنا فغضبهم هو مسؤوليتهم هم.

أن كان طلبهم يبذر جهودك او يضيع وقتك او يجهد مواردك او يتعبك او لا يُرغبك, فمن حقك الاعلى هو ان تقول “لا”, وان لم يعجبهم ذلك, فهذا شأنهم. كما انه ليس احد مجبر على الموافقة معك, كما انك لست بحاجة لموافقتهم.

وضع نفسك ومواردك في اعلى سلم اولوياتك ليس بحاجة لموافقة او أذن احد.

بالاضافة الى كل ذلك, لنذكر ايضا انه ليس من مسؤوليتنا تعليم الاخرين واصلاحهم. ان كانوا على استعداد للتغيير او كانوا بحاجة الى رأيك او توجيهك, فسيطلبون ذلك منك من خلال باب الصدق والاستعداد. اما ان حاولنا ان نصلحهم من دون اذنهم, فربما ذلك يزيد الموقف رفضا وحرجا لنا ولهم.

ما في اعلى سلم اولوياتك هي تحرير واسعاد نفسك وادراك سيادتك الذاتية واستحقاقك لشعورك. اما ما للاخرين فللاخرين.