تعاون الجهة الافتراسية و طب النفس الحديث على اهل الرحمة

هذا المقال مؤسس على سؤال من احد المتابعين الاعزاء يطلب التعمق في موضوع علم النفس كاداة افتراسية تستخدم للاستيلاء على الثروات العاطفية وكيف يتم التعاون بين الجهات الافتراسية والانتهازية وبين علم النفس الحديث ضد اهل الرحمة.

هناك نوعين من هذا التعاون:

النوع الاول هو نظريات طب النفس الحديث المفصلة بحسب الطلب.

مثل
هناك احد الوالدين الذي يسيئ معاملة ابنه او بنته، ولكن لكي لا يعاقب قانونيا على ذلك فيدفع لطبيب نفسي ويقول له ان ابنه عنده مشاكل نفسية، مع ان المشكلة في الوالد وليس في الطفل، ولكن بما ان طبيب النفس يتقاضى اجره من الوالد وليس من الابن، لان الطفل طبعا غير قادر على الدفع، وطبيب النفس لا يريد ان يخسر زبونه الذي يدفع له، فتراه يبتدع نظريات وتحليلات نفسية ترضي الوالد وتخدم مصلحته.

طبعا بذلك يزيد من تعذيب الابن ومن الافتراس العاطفي عليه باسم علم النفس، فقط لكي يتقاضى اجره. وعندما يصدر هذه التحاليل، ترى المحكمة ان التحليلات العلمية تظهر ان الوالد لم يكن تعسفي انما الابن هو مريض نفسي فيتسامحون مع الوالد ويتعاملون معه على انه بطل يضحي لاجل ابنه، ويتعاملون مع الابن على انه مريض نفسي. ولكن الحقيقة هنا هي ان الوالد هو النرجسي او السادي او السايكوباثيي والابن في كامل قواه الذهنية ولكنه فقط وقع فريسة هذا الفخ.

النوع الثاني هو نظريات علمية عامة وغير مفصلة ولكنها تستخدم كحجج علمية لاستغلال ذوي الثروات العاطفية.

مثل
صديقك او اخوك يقول لك انك اناني ونرجسي لانك لا تريد ان ان تعطيه من مالك. هذا مالك وطبعا هو يريد ان ينتهك ما لك، ولكنه لا يستطيع ان يفعل ذلك بالحق، وان سرقه منك فسيقع ضحية القانون وحكم المجتمع، فتراه يستخدم مصطلحات علمية سيكولوجية عامة فيظهر وكان المشكلة عندك لانك لا تريد ان تعطيه مع ان المشكلة عنده وهي انه هو الكسول المتقاعس او المغرور.

للاسف الكثير من الناس يقع في فخ التعاون بين العلم والمصالح، ليس فقط على الصعيد الشخصي انما حتى على الصعيد العالمي اليوم، نرى كيف للكثير من السياسيين ان يستخدموا نظريات علمية مفصلة بحسب الطلب لكي يبرروا انتهازيتهم. ولكي لا تظهر النظريات العلمية المناقضة والتي تكشف حقيقة اعمق. يتم الترويج في الاعلام فقط لنظرياتهم ويتم التعتيم على وجهات النظر الاخرى والعمل على تشويه سمعة علمائها او السخرية منهم للتقليل من شأنهم وشأن استنتاجاتهم.

التعاون بين السايكوباثين والنرجسيين من ناحية وبين العلم والدين من ناحية اخرى هو ليس تعاون حديث، انما كل مرة يأخذ شكل اخر ولذلك من المهم ادراكه.