في هذا المقال أرد على احد المتابعين الأعزاء، الذي يكتب لي ببعض السخرية، ولكن طبعا من وراء السخرية هناك نية جادة، ولذلك احببت الرد على  سؤاله بكل جدية.

سؤاله يقول، ليس هناك احد يعلم كل شيئ، ولكن حتى لو كان عندك كم كبير من المعرفة، ماذا ينفعك كل علمك هذا؟ فستأكل ما يأكله الجميع وستنام كما ينام الجميع…

وبعد ذلك كان قد استخدم كلمات تهدف الى التقليل من شأن المسيرة، ولذلك سأكتفي بذلك القدر من السؤال لاجيب عليه.

اولا من المهم ان نذكر ان معيشة الانسان هي ليست فقط اكل وشرب. صحيح انه ليس هناك احد يعلم كل شيئ، بل وانا اعرف حجم جهلي المخيف واعترف به.

ان كنت اتحدث ٥ لغات، نطقا، كتابة وقراءة – العربية، العبرية، الانجليزية، الالمانية, الفرنسية.

اللغات تنبع من ٣ عائلات لغوية مختلفة ـ السامية، الجرمانية واللاتينة.

من ثلاث ابجديات مختلفة – العربية، العبرية واللاتينية 

فهذا ربما يظهر وكانه علم كبير، ولكن رؤية الاختلاف بين اللغات تريني كم من مئات اللغات التي لا استطيع تحدثنا وفهمها.

ومع ذلك هذه اللغات الخمس تتيح امكانية الوصول الى معلومات لا يحلم بها من يتحدث لغة واحدة فقط.

بل وان الكثير من الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، يعتقدون ان اللغة الواحدة المألوفة لهم تتيح لهم كل شيئ، وترى اناسا يتبعونهم لانهم مثلهم، فيشعرون بالارتياح في اعطائهم السلطة على حياتهم، ولذلك يعيشونهم في فقر ومعاناة، لانه جاهل يخَوِل جاهلا مثله ليحكمه.

المهم، اللغة هي عامل واحد فقط، ان كنت اعزف الة موسيقية او اثنتان، فانا اعلم حجم جهلي بعشرات الالات الموسيقية الاخرى.

ايضا التعليم الاكاديمي فيه كم من المعلومات لا يستطيع ان يستوعبه من لم يخض هذه المسيرةـ ولذلك يستهين به معظم من يجهله او لا يفهم اثر على المستهلك.

لن اذكر الان جميع المجالات والخلفيات العلمية، ولكن لو جمعناها في رؤيا واحدة، فطبعا ستتيح للشخص امكانيات وقوى خاصة، اهمها هو القدرات الذهنية. وذلك لان هذه القدرات الذهنية ستتيح لنا العيش في واقع مرغوب.

الواقع المرغوب هو ليس فقط اكل وشرب ونسل. انما يبدأ بالثروات العاطفية والقدرة الحياتية العصامية. فكم من الناس يعيشون مثل العبيد، يذهبون يوميا ليعملوا في عمل يكرهونه ولا يعطيهم شيئا سوى المعاش الشهري الذي ينتهي بسرعة؟ فلا يعيشون بشغف ولا يقضون الاوقات الحميمة ما من يحبون وما يحبون.

الذكاء العاطفي

كورس اونلاين - من اعداد شريدي

كم من الناس يعيشون اتكاليين على مؤسسات الدولة لكي تمولهم؟ وعلى الشخص ان يقف كل مرة ذليلا امام موظف الدولة ليطلب المعاش منه فيعيش وكانه عالة على نفسه وعلى غيره. او ان يطلب القرض من موظف البنك ليدفع ايجار المنزل؟…

اما ان كانت عندك القدرات الذهنية التي تعطيك القوى الحيوية للحياة العصامية فلن تحتاج الى رحمة الطواغيت. لن تحتاج لأن يعطيك شخص وظيفة، او أن يعطيك البنك قرضا او ان يتصدق عليك الناس.

ربما لا يفهم البعض ما أهمية ذلك، ولكن الناس اصحاب الكرامة سيجدون في ذلك كنز لا يقدر بثمن. كما ان تحقيق اسلوب الحياة هذا والاستمرار فيه، سيثبت عصاميتهم وقدراتهم البقائية اولا، سيطور قدرات الابداع ثانيا، وفي النهاية سيكون طريقهم الى السمو الروحاني وجنة الروح.

ولكن لن يستطيع ان يركض من لا يستطيع ان يمشي، ولن يستطيع ان يمشي من لا يستطيع ان يقف على قدميه. 

اعرف ان صفحات السوشال ميديا مليئة بالطفيليين والاتكاليين الذين يتظاهرون بما ليس عندهم من عصامية وثراء، وذلك جعل الكثير يفقد القدرة على التفرقة والتمييز، فيتبعون المشاهير على صفحات التواصل من دون ان يعرفوا اي جهة تمولهم وما هي التفاصيل الخفية التي تظهرهم على هذا الشكل.

بالاضافة الى الحياة العصامية المهنية هناك ايضا المعيشة في علاقات شخصية ناجحة ومتوازنة على مدى سنوات. ذلك ليس مفهوم ضمنا، بالذات وان العيش في تركيبة حضارية مختلفة كالتي اعيش بها، بمن المفروض ان تجلب معها احيانا بعض الارتباكات وسوء التفاهم، ولكن بسبب العلم الحيوي، سواءا في ديناميات المجموعة او في غيرها، جميع علاقاتي الشخصية على درجة عالية من التوازن العاطفي والجنسي بغض النظر عن الفروق الحضارية.

ذلك ايضا بالاضافة الى الابداع. ان كان شخص يعرف مجال النجارة بالمام، فمن السهل عليه ان يبدع فيه ولكن ان كان هناك شخص لا يعرف الاساسيات، فلن يبدع انما سيكون في مراحل المحاولة والتجربة. لهذا السبب يحاول الكثير من الفنانين معدومي العلم والكفاءة بالتلاعب بمفهوم الفن، لكي يبيعوا اعمالهم معدومة الالهام على انها قطع فنية.

هناك اشياء كثيرة اخرى، ولكن اكتفي حاليا بالاساسيات، ومن يتخطاها سيكون على استعداد لاستلهام المزيد من الاسباب. وكل حر ان يعيش في الاستحقاق الذي يفضل.

اسرار الجنس

كورس اونلاين - من اعداد شريدي

المحتوى الداخلي

عشرات الفيديوهات الداخلية في المساحات الخاصة على موقع مالماكيف١