عمى الروح وكيف نزيل الغشاء عن الرؤيا؟

هذا المقال مؤسس على سؤالين من بعض المتابعين الاعزاء على تويتر.

السؤال الاول: كيف للشخص ان يدرك عمى روحه؟

السؤال الثاني:  كيف تعرف ان كنت اعمى روحانيا وكيف تزيل الغشاء عن الرؤيا؟ 

اولا لنذكر ان هناك فرق بين الرؤيا العاطفية والرؤيا الروحانية. معظم الناس ما زالت سجينة الرؤيا الحسية، ولا ترى حتى بعيون عاطفتها، ولذلك الرؤيا الروحانية بالنسبة للكثيرين ما زالت بعيدة عن الاستيعاب.

ولكن على اي حال، لمن لا يستطيع يدخل الرؤيا ما فوق الحسية ويريد ان يعرف ما وضعه يمكنه ان يفعل التالي ان ينظر الى حياتك والى انجازاته والى علاقاته… وان يقيم في اي درجة هو. 

الدرجة العليا

من يرى بعيون روحه لن يحتاج الى هذا الفقرة لانه يعرف ذلك، ولكني اكتبها بالكلمات فقط لهدف التوضيح.

ان كنت راض عن حياتك فهذا نتاج رؤيتك، حيث انك تمضي فيها دون أن تضرب نفسك بمتغيرات الطريق وثوابتها. بل وتمشي بدقة وحساسية بعصامية تبني وتبدع.

الدرجة الوسطى

ان كنت غير راض فهذا إشارة إلى انك تضرب نفسك بعوارض الطريق وتتألم، ولكنك ايضا صريح مع نفسك وتدرك الحال وانك لا ترى. هذه المرحلة هي المرحلة التي تتيح التغير والسمو الى المراحل الاعلى.

الدرجة الدنيا

ان كنت تقول عن نفسك انك راض فقط لهدف المكابرة، لتنكر عدم رضاك ولكنك في الحقيقة تغار من هذا وتحسد ذاك، وتتحايل على هذا وتسرق من ذاك… فهذا الإنكار هو إشارة ليس فقط إلى عمى الروح، إنما ايضا إلى تخدر الحدس لكي لا يشعر الشخص بالام الصدمات، فيخدر نفسه من خلال الانكار والكبرياء.

ولكن مع انه ربما لا يشعر بالالم نتيجة لتخدير الحدس، سيستمر باذية نفسه من دون ان يشعر، بالاضافة الى ان انكاره هذا سيزيد الغشاء على عيونه سمكا، وهذا الغشاء الاصعب للازالة.

عندما نرى الناس يتخبطون في حياتهم، يمكنهم ان يكونوا من سكان الدرجة الوسطى والدنيا، واسباب التخبط كثيرة ولا يمكن رؤيتها ومعالجتها من دون رؤية تفاصيلها.

من يريد ان يفتح عيون روحه عليه اولا ان يفتح عيون عاطفته، ولكن لكي يفتح عيون عاطفته عليه ان يبدأ اولا باتباع الشيفرة الاخلاقية من دون مساومة، وعلى مدى حياته كاملة من دون تخفيضات. وكلما ارتقى الشخص بالرؤيا، كلما كان عليه الاخلال بالشيفرة الاخلاقية والاستحقاق اكثر خطرا.

ولذلك ان نجحت بالارتقاء الى درجة اعلى، فمن المهم ان لا يعتقد الانسان انه وصل الى هدفه وانه من الان يستطيع التلاعب بالاستحقاق كما يشاء، لانه ان وقع من الاعالي سيكون وقوعه اكثر الما ممن يقع من الدرجات المنخفضة. والكثير من هؤلاء لن يستطيع ان يقوم مجددا بعد ان يقع.